الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: القانون (نسخة منقحة)
.فصل في نسخة المراهم: ومن المراهم مرهم الدياخيلون ومرهم الشمحوم وغير ذلك فإذا رأيت نضجاً أدررت حينئذ.فصل في تغذية أصحاب الحصاة: وأما أغذية أصحاب الحصاة فما يخالف الأغذية الضارة لهم ولحوم العصافير المشوية الرمادة وعصافير الدور والفراخ المهراة بالطبخ لا تضرهمء وكذلك ما لطف من اللحمان ولحم السرطان المشوي ينفعهم ويجب أن يقع في طعامهم الحرشف والهليون خصوصاً البري وماء الحمص بالزيت وبدهن القرطم ودهن الزيت وما أشبه ذلك..الفن التاسع عشر: أحوال المثانة والبول: يشتمل على مقالتين:.المقالة الأولى: أحوال المثانة: .فصل في تشريح المثانة: كما أن الخالق تعالى جل جلاله وتقدست أسماؤه ولا إله غيره خلق للثفل وعاء جامعاً يستوعبه كله إلى أن يجتمع جملة واحدة ويستغنى بذلك عن مواصلة التبرز يندفع وقتاً بعد وقت كما علمته في موضعه كذلك دبر سبحانه وتعالى فخلق لما يتحلب من فضل المائية المستحقة للدفع والنفض جوبة وعيبة تستوعب كلِّيتها أو أكثرها حتى يقام إلى إخراجها دفعةً واحدةً ولا تكون الحاجة إلى نفضها متصلة كما يعرض لصاحب تقطير البول.وتلك الجوبة هي المثانة وخلقت عصبية من عصب الرباط لتكون أشد قوة وتكون مع الوثاقة قابلة للتمدد منبسطة مرتكزة لتمتلىء مائية.فإذا امتلأت أفرغ ما فيها بإرادة تدعو إليها الضرورة.وفي عنقها لحمية تحبس بها مجاوزة العضلة وهي ذات طبقتين باطنتهما في العمق ضعف الخارجة لأنها هي الملاقية المائية الحادة فتلطّف الخالق بحكمته في جلب المائية إليها وجذب المائية عنها فأوصل إليها الحالبين الأنثيين من الكليتين فلما وافياها فرق للمثانة طبقتين وسلكهما بين الطبقتين يبتدئان أولاً فيفذان في الطبقة الأولى ثاقبين لها ثم يسلكان بين الطبقتين سلوكاً له قدر ثم يغوصان في الطبقة الباطنة مفجرين إياها إلى تجويف المثانة فيصبان فيها الفضلة المائية حتى إذا امتلأت المثانة وارتكزت انطبقت الطبقة الباطنة على الطبقة الظاهرة مندفعة إليها من باطن والقعر انطباقاً يظنان له أنهما كطبقة واحدة لا منفذ فيها ولذلك لا ترجع المائية والبول عند ارتكاز المثانة إلى خلف وإلى الحالبين.ثم خلق لها البارىء جلّت قدرته عنقاً دفاعاً المائية إلى القضيب معرّجاً كثير التعاريج لأجلها لا تستنظف المائية بالتمام دفعة خصوصاً في الذكران فإنه فيهم ذو ثلاث تعاريج وفي النساء ذو تعريج واحد لقرب مثاناتهن من أرحامهن وحوط مبدأ ذلك العنق بعضلة تطيف بها كالخانقة العاصرة حتى تمنع خروج المائية عنها إلا بالإرادة المرخية لتلك العضلة المستعينة بعضل البطن على ما عرفت في موضعه إلا أن تصيب تلك العضلة آفة أو عضل البطن ويتصل بكل واحد من جانبيها عصب له قدر وعروق ساكنة ونابضة وكثر عصبها ليكون حسها بما يرتكز..فصل في أمراض المثانة: قد يعرض أيضاً في المثانة أمراض المزاج بمادة وغير مادة والأورام والسدد ومنها الحصاة وقد يكون فيها أمراض المقدار في الصغر والكبر ويعرض لها أمراض الوضع من النتوء والانخلاع ويعرض لها أمراض انحلال الفرد بالانشقاق والانفتاح والانقطاع والقروح وقد تشارك المثانة أعضاء أخر رئيسة وشريفة مثل الدماغ فإنه يصدع معها ويصيبها الدوار.وربما تأدى إلى السرسام بسبب المشاركة لأمراض المثانة الحارة ومثل الكبد أيضاً فكثيراً ما يحدث الاستسقاء لبرد المثانة.وأمراض المثانة تكثر في الشتاء وقد تعالج أيضاً بمثل ما يعالج به الكلية وبأدوية أقوى وأنقى تكون مشروبة ومزرقة ومروخات وضمادات يضمد بها الحالبان وتحت السرة وفي الدرزين الفردين وأوجاع المثانة وتكثر في الأهوية والرياح والبلدان الشمالية وفي الفصول الباردة..فصل فيما يسخن المثانة: المدرات الحارة كلها تسخن المثانة والمروخات والزروقات من أدهان حارة وصموغ حارة مثل دهن القسط والناردين واللبان والكمادات والضمادات من الآدوية المذكورة في باب الكلية الحارة يضمد بها حيث يدرك.قد يبردها شرب حليب الحمقاء والخيار والقرع وشرب الطباشير المكفر بالماء البارد.ومن الأطلية الصندل والكافور والفوفل بالدوع وكذلك العصارات واللعابات الباردة والأدهان الباردة مثل دهن الورد الجيد ودهن بزر الخس ودهن الخشخاش مع الكافور ونحوه في الزراقات خاصة وبول آلاتن أيضاً..فصل في حصاة المثانة وعلاماتها: يجب أن تتأمل ما قلناه في حصاة الكلية ثم تنتقل إلى تأمل هذا الباب وقد علمت هنالك الفرق بين حصاة المثانة وحصاة الكلية في الكيفية والمقدار.وبالفرق بين الحصاتين كانت الكلوية ألين يسيراً وأصغر وأضرب إلى الحمرة والمثانية أصلب وأكبر جداً وأضرب إلى الدكنة والرمادية والبياض وإن كان قد يتولد فيها حصاة متفتته والمثانية تتمتز في الأكثر بعد انفصال.وأكثر ما تصيبه حصاة المثانة نحيف وفي الكلية بالعكس.والصبيان- ومن يليهم تصيبهم حصاة المثانة.ونقول ههنا أيضاً أن البول في حصاة المثانة إلى بياض ورسوب ليس بأحمر بل إلى بياض أو رمادية وربما كان بولاً غليظاً زيتي الثفل وأكثره يكون رقيقاً وخصوصاً في الابتداء.ولا يكون إيجاع حصاة المثانة كإيجاع حصاة الكلية لأن المثانة مخلاة في فضاء إلا عند حبس الحصاة للبول فإن وجعه يشتد وعند وقوعها في المجرى.والخشونة في حصاة المثانة أكثر لأنها في فضاء يمكن أن يتركب عليها ما يخشنها ولذلك هي أعظم لأن مكانها أوسع.وقد يتفق أن يكون في مثانة واحدة حصياتان أو أكثر من ذلك فيتساحج ويكثر تفتّت الرملية.وقذ يكون مع الرملية ثفل نخالي لانجراد سطحها عن الحصاة الخشنة ويدوم في حصاة المثانة الحكة والوجع في الذكر وفي أصله وفي العانة مشاركة من القضيب للمثانة.ويكثر صاحبه العبث بقضيبه خصوصاً إن كان صبياً ويدوم منه الانتشار وربما تأدى ذلك إلى خروج المقعدة وإلى الحبس والعسر مع أن ما يخرج بقوة لانحفازه عن ضيق وعن حافز ثقيل وراءه وربما بال في آخره بلا إرادة.وكلما فرغ من بول يبوله اشتهى أن يبول في الحال والمتقاضي لذلك هي الحصاة المستدفعة استدفاع البول المجتمع.وكثيراً ما يبو ل الدم لخدش الحصاة خصوصاً إذا كانت خشنة كبيرة وكثيراً ما تحبس فإذا استلقى المحصو أشيل وركاه وهُز زالت الحصاة عن المجرى.وإذا غمز حينئذ من العانة انزرق البول وهذا دليل قوي على الحصاة.وربما سهل ذلك بروك المحصو على الركبتين وضمّ أعضائه بعضها إلى بعض وربما سهل بإدخال الإصبع في المقعدة وتنحية الحصاة على مثل هذه النصبة وربما سهل ذلك بأشكال آخرى من الغمز والعصر والآستلقاء والبروك تخرجها التجربة.فإذا لم ينفع مثل ذلك استعمل القاثاطير لدفع الحصاة فإذا كان هناك شيء تصكّه القاثاطير وتدفعه وينزف البول فهو دليل قوي.وكذلك إن عسر إدخاله فالأرلى حينئذ أن لا يعنف بتكلف وربما دل ألقاثاطير بما يصحبه على المادة التي منها تكونت الحصاة.والحصاة الصغيرة أحبس للبول من الكبيرة لأنها تنشب في المجرى وأما الكبيرة فقد تزول عن المجرى بسرعة واعلم أن حصاة المثانة تكثر في البلاد الشمالية وخصوصاً في الصبيان..فصل في علاج حصاة المثانة: المثانة تحتاج إلى أدوية أقوى لأنها أبرد ولأنها أبعد ولأن حجارتها أشد تمكناً من شدة الانعقاد.وأدويتها هي الأدوية القوية المذكورة في علاج حصاة الكلية وينفعهم الشجرينا بالمثروديطوس وإذا كانت الحصاة صغيرة أو لينة وكذلك الأثاناسيا وينفعهم أسقولوقندريون مع محلب مقشّر نصف أوقية يطبخ في ماء قدر غمره وأصبع حتى ينطبخ جيداً ويصفى.وهذا نافع لهم وهو قلت مرضوض خمسة عشر درهماً برشاوشان سبعه دراهم سقولوقندريون ثلاثة دراهم حسك عشرة دراهم دوقو قطراساليون من كل واحد أربعة دراهم تين أبيض سبع عدداً يطبخ بأربعة أرطال ماء حتى يبقى رطل ويشرب بعد الخروج من الحمام والشربة نصف رطل ويحتاج إلى أن تكون الآبزنات التي يستعملونها فيها أقوى ويجعل فيها مع الأدوية المعروفة مثل ورق الفنجنكشت والبرشاوشان والساذج والشواصرا وورد وشيء له قبض لئلا يفرط الإرخاء ويجعل في مروخاتهم القنة والزفت والأشق والفربيون وأفضلها ضمّادالمقل المكي.وخْير الأدهان دهن العقارب ضماداً وقطوراً وزرقاً ويخلط بها شيء مقو.وأدوية ضماداتهم أصل سقولوقندريون وأصل الثيل والجعدة والساذج والخطمي والبرشاوشان ويجعل فيها مثل ورق عصا الراعي والعصفور المذكور في باب حصاة الكلية.وما ذكر معه من طبقته نافع جداَ منه.ومما يخصهم في معالجاتهم أن يستعملوا أدوية الحصاة في الزراقة فينتفعون به نفعاً شديداً.وإذا عسر البول أو احتبس بسبب حصاة المثانة ولم يكن سبيل إلى الشق لحائل أو لجبن فمن الناس من يحتال فيشق فيما بين الشرج والخصي شقاً صغيراً ويجعل فيه أنبوباً ليخرج به البول فيدفع الموت وإن كان عيشاً غير هنيء.واذا لم تنجع الأدوية وأريد الشقّ فيجب أن يختار لشقّه من يعرف تشريح المثانة ويعرف المواضع التي تتصل به من عنقها أوعية المني ويعرف موضع الشريان وموضع اللحمي من المثانة ليتوقّى ما يجب أن يتوقّاه فلا تحدث آفة في النسل أو نزفا للدم أو ناصوراً لم يلتحم ويجب أن يكمد المعي والمثانة قبل ذلك متسقلاً ومع هذا فالاشتغال بالشق خطر عظيم وأنا لا آذن به..فصل في التدبير الذي أمر به فيه: وهو أن يهيأ كرسي ويقعد عليه العليل ويحضر خادم ويدخل يده تحت ركبتيه ثم يدبر الشق.ويجب أن يتقدم بحبس الحصاة وتحصيلها في الموضع الذي يجب أن يشقّ وذلك بإدخال الأصبع الوسطى من الرجال والأبكار في المقعدة ومن النساء المقتضّات في فم الفرج حتى تصاب الحصاة وتعصر باليد الآخرى من فوق منحدراً من المراق والسرة حتى تنزل الحصاة إلى قرب فم المثانة وتجتهد حتى تدفع الحصاة دفعاً يزول عن الدرز بقدر شعيرة.وإياك أن تشق عن الدرز فإنه رديء.والدرز بالحقيقة مقتل ويجب أن لا يقع في الدفع تقصير فإنه يقطع الشقّ حينئذ واسعاً لا يبرأ.فإذا دفعت ورأيت الشق غير نافذ فبط إن لم يؤد عملك هذا القدر إلى ألم شديد والتواء من العنق وسقوط من القوة وبطلان من الحركة والكلام وانكسار من الجفن والعين.فإن أدى إلى ذلك فحينئذ لا تبطه فإنك إن بططته مات في الحال ثم شق عنها شقا إلى الوراب يسيراً مع تقية من أن تنال العصب مجتهداً أن يقع الشق في عنق المثانة فإنه إن وقع في جرم المثانة لم يلتحم البتة.واجتهد ما أمكنك أن تصغر الشق فان كانت الحصاة صغيرة فربما انقذفت بالعصر.وأما الكبيرة فتحتاج إلى شق واسع وربما احتاجت إلى مجر تجر به وربما كانت الحصاة كبيرة جداً فلا يمكن أن تشق لها بحجمها فحينئذ يجب أن تقبض عليها بالكلبتين وتكسر قليلاً قليلاً ويؤخذ ما انكسر ولا يترك منه في المثانة شيء البتّة فإنه إن ترك عظم وحجم.وقد يتفق كثيراً أن تظهر الحصاة إلى عنق المثانة وما يلي القضيب فحينئذ يجب أن لا تزال تمسح العانة وتغمز عليها ويكون معك معين حتى إذا نشبت الحصاة في موضع شق من تحتها وآخرجت وربما كان الصواب أن يشد وراءها إلى قدام بخيط حتى لا ترج.وإن نفذت إلى قرب رأس القضيب لم يجب أن يعنف عليها بإخراجها منه فإن ذلك ربما أحدث جراحة ولا تندمل بل يجب أن يسويها ويشد ما وراءها ويشق من تحت رأس القضيب لتخرج.فإذا فعلت بالحصاة جميع ما قيل من ذلك وآخرجتها فربما حدث من عصر البطن بالقوة ومن وجع الشق ورم وهو الأمر المخوف منه.ومما يدفع ذلك أن تكون قد حقنت العليل وآخرجت ثفله ثم تسقيه بعد ذلك شيئاً يلين الطبيعة ولا تطعمه إلا شيئاً قليلاً وإلا فمليناً.وإن احتجت إلى الفصد للاستظهار فعلت وإن أردت أن تستظهر أكثر أو ظهرت.علامات الورم واشتد الوجع جداً فيجب أن تجلس العليل في آبزن من ماء أو طشت من ماء قد طبخ فيه الملينات مثل الملوخيا وبزَر الكتان والخطمي والنخالة وتكون قد مرخت بذلك الماء دهناً كثيراً ومخضتهما فيكون ذلك الماء فاتراً.فإذا آخرجته من الآبزن مرخت نواحي العضو بالأدهان الملينة مثل دهن البابونج والشبث ووضعت على الجراحة سمناً مفتراً تصبه فيها ويجعل فوقه قطنة قد غمست في دهن ورد وقليل خل ثم تّستعمل الأدوية المدملة فإن عظم الورم أدمت إجلاسه في الآبزن المذكور في طبيخ الحلبة وبزر الكتان.فإن اشتدّ الوجع أجلس في اليوم الثاني والثالث في الماء والدهن المفتر.ومن لم يوجعه الشق والجراحة وجعاً يعتد به حل في اليوم الثالث.ويجب أن يدام تسخين المثانة بدهن السذاب فإنها إذا سخنت كانت أصلح حالاً وأقل وجعاً وأقلّ بولاً.والبول مؤذ جداً للمبطوطين ولذلك يجب أن لا يسقوا الماء كثيراً وكَلما بالوا يجب أن يكون الخادم يحفظ بيده موع الرباط ويغمزه لئلا يصيب البول موضع الشقّ ثم لا يخلو إما أن لا يسيل من الدم القدر الذي ينبغي فيكون هناك خوف من الورم من فساد العضو وخصوصاً إذا تغير لونه إلى فساد عن حمرة وإما أن يسيل ويقطر فيخاف نزف الدم.والأول يجب أن يعالج كما ترى العلامة المذكورة بأن يشرط من ساعته ليسيل دم وأن يوضع عليه ضمّاد من خل وملح في خرقة كتان حتى يمنع من الفساد.وأما الثاني وهو أن يخاف النزف فالصواب فيه أن يجلس في مياه القوابض المعروفة ويجعل على الموضع كندر وزاج مسحوقين وفوقه قطنة وفوق تلك القطنة آخرى عظيمة مبلولة بخل وماء.وإن علمت أنّ عِرقاً عظيماً أو شرياناً انبثر دبرت في علاجه بالشد.وإن عصى الدم ولم يرقأ ولم يكن بثراً فاجلسه في خل حاذق وربما احتجت أن تفصد ليجذب الدم وربما احتجت أن تجعل على العانة والإربيتين المخدرات.ومما يعرض من الشق وسيلان الدم أن تسيل قطعة من الدم إلى المثانة فتجمد على فمها فيعسر البول وحينئذ لا بد من إدخال الإصبع في البط وتنحية الأذى عن فم المثانة وعنقها وإخراجها ومعالجة الموضع بالخل والماء حتى تتحلل العلق الجامدة وتخرج.ومما يعرض منه انقطاع النسل.وأما العلامات الرديئهّ التي إذا عرضت أيقن الطبيب بالهلاك فهي أن يشتد الوجع تحت السرة وتبرد الأطراف وتحتد الحضى ويعرض النافض وتسقط القوة ثم إذا ازدادت شدة وجع الموضع المبطوط وعرض الفواق وتحرك البطن حركة منكرة فقد قرب الموت.وأما العلامات الجيدة فأن يثوب العقل وتصحّ الشهوة وأن يكون اللون والسحنة صحيحين جداً.
|